المثابرة الحقيقية - كيف تنمي لعبة ذهنية للاعب رياضي

نوفمبر 10, 2021

 

ما الفرق بين الرياضين النخبة والرياضيين الهامشين؟ عندما يتنافس رياضيين لديهما نفس القدرة على المنافسة، من يصل للنهاية؟ في مختلف الرياضات، فردية كانت أو جماعية، النخبة هم من يصنعون الفرق، إنهم يمتلكون ميزة أساسية وهي المثابرة.

 عندما تبدأ اللعبة، هل سيمضي إبنك قدماً نحو الفوز قابلاً التحدي، أم سينهار أمام الضغط الذي سيواجهه؟

و ماذا يفصل رياضي النخبة عن الرياضيين الهامشيين؟ هل هي جينات وراثية؟ هل هي الموهبة؟ هل هو التدريب؟ أم هم مدربي النخبة؟

عندما يلتقي رياضيون من نفس القدرات ليتنافسوا، من له الغلبة؟

تم مناقشة تلك الأسئلة من خلال اللاعبين، المدربين، والمحللين منذ زمن بعيد ولذلك فإن الإجابة الحاسمة عن تلك الأسئلة بلا شك جاذبة لصغاراللاعبين و آبائهم.

في مختلف الرياضات، الفردية و الجماعية، رياضي النخبة هم من يصنعون الفرق الحقيقي لأنهم يمتلكون صفة أساسية وهي المثابرة.

ما هي المثابرة ؟ طبقاً للدكتورة أنجيلا دكورث وهي باحثة رائدة في هذا المجال، فإن المثابرة هي " تنظيم ذاتي مرتبط بإلتزام و شغف لمهمة ما مع رغبة جارفة في تحقيقها. وأضافت د.أنجيلا، أن المثابرة تلعب دوراً متكاملاً في مختلف مناحي الحياة بما فيها الرياضة. وعلى عكس ما يعتقد بعض الأشخاص، فإن المثابرة عادة ما تفوق الجينات الوراثية والموهبة والظروف والحالات الإجتماعية.

بإختصار، عندما يمتلك المتنافسون المثابرة قد ينهون المسابقة لصالحهم. وعلى نطاق أوسع يحققون نجاحاً لاحقاً في حياتهم. للمثابرة أربعة مكونات، تحديد الهدف، الدافع للإنجاز، المرونة و التفاؤل.

- توجيه الهدف: هو القدرة على أن تصنع هدفاً طويل الأمد في دائرة التركيز.

- الدافع للإنجاز: هووضع توقعات عالية و التحرك نحو تحقيقها.

- المرونة: هي القدرة على تخطي العقبات داخل وخارج مساحة المنافسة.

- التفاؤل: هي رفع الروح المعنوية للناس المحيطة مما يحفزهم لتحقيق الهدف المنشود.

بالرغم من أن الطبيعة تلعب دوراً هاماً في تطويرروح المثابرة، لكن يمكنها أيضاً أن تتغذى وتتطور. و كما هو الحال مع المهارات الأخرى التي قد يتعلمها الرياضي الصغيرداخل ساحة التدريب، يمكن أيضاً تعلم و شحذ روح المثابرة وإتقانها.

 

المثابرة في الرياضة :

ما هو الدور الأساسي الذي تلعبه روح المثابرة في عالم الرياضة وأداء الرياضين؟

في عالم الرياضة، المثابرة هي كل ما يحدث خلف الكواليس أثناء الإستعداد للحظات الحرجة.

إنها ليست مجرد تطويرللموهبة لتصبح طبيعة ملازمة للشخص، بل هي أكثر من هذا، أنها إمتلاك الصبرو الإرادة والتصميم لمواجهة التحدي اليومي وحتى أثناء المسابقة نفسها.

تطوير روح المثابرة لدى الرياضيين:-

كلاً من المدربين وأولياء الأمور يلعبون دورأ مهماً في عملية تطويرروح المثابرة و صلابة الذهن لدى الرياضيين الصغار. فماذا عليك فعله تحديداً كأب؟

- إبق طفلك مستثمراً

الأطفال الصغارغالباً ما يجربون أشياء جديدة، وعندما يجد إبنك رياضة خاصة تستهويه، فأنت كأب، عليك أن تحافظ عليه مستثمراً في هذا النشاط. يجب عليك أن تشجعه بتخصيص الوقت والجهد مع وضع توقعات أن هذا الإستثمارسوف يؤتي ثماره في المستقبل.

- كن قدوة

من المسلم به ببساطة، أن طفلك سيتعلم مما تقوله أو تفعله، و لهذا، من واجبك أن تحرص على أن تكون قدوة إيجابية لطفلك داخل وخارج ميدان اللعب.

- ساعده في أن يضع أهدافاً

بدون أهداف واضحة، سيصبح التدريب مجرد أداء لحركات. كولي أمريمكنك دعم طفلك ليضع أهدافاً يمكنكما معاً العمل تجاهها. هذا سيجعل الأمر سهلاً أن يمتلك الإحساس بالتقدم و الإنجاز.

علمه كيف يواحه العقبات

 

بكل بساطه، سيعاني إبنك من العقبات كالإصابات أو الخسارة أثناء ممارسة الرياضة كلاعب مبتدئ. ولكي يتقدم في اللعبة، عليه أن يتعلم كيف يطورمن قدراته العقلية الإيجابية لكي يتمكن من تخطي تلك العقبات. في سن مبكرة، يجب أن يتعلم صغارالرياضيين أن الخسارة لا تعني نهاية مسارهم الرياضي. وعلى النقيض، تلك الهزائم قد تكون وقوداً يدفعهم للتدريب بقوة أكبر ولدفع مهاراتهم للمستوى الأعلى.

 

 

 

 

 

- إزرع الإحترام

 

في النهاية، على الرياضيين الأطفال، تبني فكرة أن إنتصارات صغيرة، حتى ولو كانت أثناء التدريب، قد تتجمع لتصبح أكبرلوتعلموا كيف يحترمون (الفكرة برمتها). فبدلاً من التركيزعلى هدف نهائي فقط، يجب على الأطفال أن يتحلوا بالصبرو يدركوا أن لا شيء في الحياة، بما فيها الإنتصار في الرياضة، يحدث بين ليلة و ضحاها.

 

المثابرة داخل غرف التمرين:

 

كيف يتمكن طفلك من وضع كل هذه العناصرمعاً أثناء التدريب؟

 

تذكرأن المثابرة لا تعني فقط الإنخراط في شيء ما، في الواقع إنها أشياء صغيرة تتراكم مع الوقت، كالخسارة والفوز معاً، مما يطورالمثابرة الحقيقية داخل ساحة الملعب.

 

وفي عالم التدريب، هذا يعني بذل جهد أكبر تدريجياً. وهذا من الممكن ترجمته مثلاً إلى الركض دورة إضافية أثناء التدريب، أو مقاومة الرغبة في ترك جلسة تدريبية أو حتى إستخدام وقت الفراغ في تحسين مهارات و حركات القدم أو ردود الأفعال. وسرعان ما سيؤدي هذا التكريس إلى جانب إمتلاك الروح الرياضية و الدوافع للإنجاز، إلى تحصيل أرباح كبيرة في المستقبل.